کد مطلب:163894 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:271

فوائد الصراع
ان الصراع الاجتماعی النابع من إرادة حرة، وضمیر انسانی وعقلیة واعیة.. ان هذا الصراع سوف یبلور شخصیة الانسان، ویثیر دفینة عقله، ویفجر مخزون انسانیته، بل سوف یهدیه الی الصراط المستقیم، كما قال ربنا سبحانه وتعالی:

«والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا» (69/العنكبوت)

ان عملیة الجهاد، أو عملیة الصراع، هی عملیة مواجهة الفساد الاجتماعی، هذه المواجهة التی سوف تقتلع من النفس البشریة جذور الفساد والنفاق والانحراف، ذلك لان الانسان قوة خارقة فی الخداع الذاتی، أكد ربنا سبحانه وتعالی علی ذلك بقوله:

«ان الانسان لظلوم كفار» (34/ ابراهیم).

بالرغم من انه تحمل مسؤولیة رفضت السموات والارض والجبال تحملها، وأشفقن منها ولكن تحمّلها الانسان ولكن بنفسیة ظلومة كفارة، تحاول أن تسیر وتحجب الحقیقة عن ذاتها، بأن تخدع نفسها ومن حولها، ولذلك فانّ كل انسان ینطوی فی داخله علی نسبة كبیرة من النفاق.

ان موعظة الناصحین وهدی المؤمنین وتلاوة آیات القرآن بل وحتی صدمات المآسی الحیاتیة لا تستطیع أن تنتزع من النفس البشریة جذور النفاق، فیبقی الانسان منافقاً لذاته ولغیره. وتبقی جذور الانحراف حیّة فی نفسه فأنّی عادت الیه الحیاة الطیبة عاد منحرفاً عن طریقه.

وأكثر من هذا تعالوا بنا لنری أولئك الذین ركبوا فی البحر وجرت بهم ریح طیبة وفرحوا بها، ثم أحاطت بهم العواصف والامواج من كل مكان فتساقطت أمام أعینهم الاوهام ولم یعودوا یشركون بالله شیئاً

«ودعوا الله مخلصین له الدین- ولكن لما نجاهم الی البر اذا هم یشركون» (65/العنكبوت)

فالی ساعات قریبة كانت نفوسهم وقلوبهم، وكل وجودهم متوجهاً الی الله سبحانه وتعالی یستمدون منه العون ویدعونه مخلصین، ولكن سرعان ما نسوا أو تناسوا كل عهودهم، ومواثیقهم، وعادوا یشركون!.

وأعظم من هذا یبین لنا القرآن الحكیم صفة الانسان بعد ما رأی بأم عینیه أهوال الموت، وفضائع القبر، ثم عذاب الله فی یوم القیامة، رأی بأم عینیه نعیم الجنة وعذاب الجحیم. یقول الله سبحانه وتعالی عن هذا الانسان أنه لو أعید الی الدنیا لعاد الی ما كان یفعله سابقاً، بالرغم من أنه رأی كل شیء، وهو یطالب ربه فی یوم القیامة بأن یعدیه الی الدنیا لیحسن عملاً ولكن یقول:

«ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه انهم لكاذبون» (28/الانعام).

إذن لو أعادهم الله سبحانه وتعالی الی الدنیا وأعطاهم فرصة الحیاة من جدید. لعادوا الی ما كانوا یقترفونه من آثام ومعاصی.. نعم هذه هی النفس البشریة وهذا هو الطغیان البشری.

فكیف یمكننا القضاء علی النفاق والخداع أو الطغیان النفسی؟

لا یمكننا ذلك إلا بعملیة الصراع، الجهاد لانه عن طریق الجهاد وعن طریق المحاولات المتكررة والصعبة یتم تغییر الحیاة واصلاحها، ویصلح الانسان نفسه ویتغلب علی طغیانها.

الملاحظ ان الناس كلما أسقطوا صنماً حجریاً قائماً فی الحیاة الاجتماعیة فانهم یسقطون بموازاته صنماً فی الاخلاق الفاسدة فی أنفسهم.

اننا حینما نحارب طاغوتاً، ونظاماً فاسداً أو مؤسسة اجتماعیة منحرفة، فاننا إنما نحارب بقدرها وبموازاتها طغیاناً وانحرافاً فی أنفسنا وصنماً قائماً فی ذواتنا.